Home > Abdulamir > اشعار من تراث الحضارة السومرية


اشعار من تراث الحضارة السومرية

الدكتور عبد الامير الحمداني

أين أذهب

القصيدة تصوّر إينانا وهي تخاطب الإله إنليل بمرارة في معبده في مدينة نيبور

قُل لي أين بيتي

أنا، المرأة التي تجوب الأرض، قُلْ لي أين بيتي

قُلْ لي، أين هي المدينة الي ربما سأعيش فيها

قُلْ أين هو البيت الذي سأرتاح فيه

أنا، عروسك، قُل لي أين بيتي

أنا، ملكة السماء العزيزة الى قلبك، قُل لي أين بيتي

قُل لي أين بيتي، أين بيتي الهاديء

بيتي الذي لم يعد الزوج يعيش فيه، الذي لم يعد الإبن يقّدّره

أنا، مليكة السماء، أنا التي في بيتها لم يعد الزوج يعيش

الطير له عشّه، وأنا الشابة هائمة ومشتتة

السمكة تستريح في الماء الهاديء، وأنا لا بيت لي

الكلب يضع كعبيه على عتبةٍ، وأنا ليس لي عتبة

الثور عنده حُجْرة، وأنا لا حُجْرة عندي

البقرة لديها مكان للاستلقاء، وأنا لا مكان لدي للإستلقاء

الشاة عندها زريبة، وأنا لا زريبةَ عندي

الثعلب عندة مكان للنوم، وأنا لامكان عندي للنوم.

قصيدة الزواج المقدّس

​(حضن الأرض المزدهر)​

عسى الرب الذي دعوتِ إلى قلبك،

الملك، زوجك الحبيب، يستمتع أياماً طويلةً في حُضنك الحُلو جداً،

إعطيه حُكماً جيداً ومَجداً،

إعطيه عرش الملكية بشكلٍ دائم،

أعطيه صولجاناً وعصاً ليقود بهما الناس،

إعطيه تاجاً دائماً، وإكليلاً لامعاً على رأسه،

من حيث تشرق الشمس إلى حيث تغرُب الشمس،

من الجنوب إلى الشمال،

من البحر العلويّ إلى البحر السفلي،

من أرض شجرة خولابّو الى أرض شجرة الأَرزْ،

فوق سومر وأكد، إعطه العصا،

عسى أن يمارس رعايته لذوي الرؤوس السود أينما كانوا يسكنون

عسى أن يعمل المُزارع حقولاً مُنتجة،

عسى أن يُضاعف الراعي الأغنام،

تحت حكمه عسى أن يكون هناك نباتٌ، عسى أن يكون هناك حُبوب،

في الحقل عسى أن يكون هناك حُبوبً غنيةٌ،

في الأهوار عسى أن تُزقزق الطيور وتتكاثر الأسماك،

في المقاصب عسى القصب القديم والقصب الجديد ينمو أعلى،

في السهل عسى أن ينمو الشجرعالياً،

في الغابة عسى أن تتضاعف الغزلان والماعز البرية،

عسى أن تُنتج البساتين عسلاً ونبيذ،

في الحدائق عسى أن ينمو الخسْ والرشّاد عاليا،ً

في البلاد عسى أن تكون الحياة طويلةٌ،

في دجلة والفرات عسى أن تكون المياه غزيرةٌ،

على الضفاف عسى أن تنمو النباتات عالياً وتملأ المروج،

عسى إلهة الحبوب تكدّس الحبوب أكوماً وتلالاً.

دَعهُ يأتي!

حوار بين الإله أوتو (إله الشمس) وأخته إينانّا عما كانت تفعله في البيت، ويبدو أنها كانت تتزيّن إستعدداً للقاء عريسها

يا أختي، ماذا كنتِ تفعلين في المنزل؟

يا صغيرتي، ماذا كنتِ تفعلين في المنزل ؟

————————————————

كُنتُ أستحمُّ برذاذ الماء، وأفركُ نفسيَ بالصابون،

أستحمُّ برذاذ الماء من الإبريق النحاسي اللامع،

أفركُ نفسيَ بالصابون من جرّةْ الحَجَرْ البرّاقة،

دُهنتُ نفسي بالزيت الحُلو من جرّة الحَجَرْ،

إرتَديتُ ردائي الملكيّ، رداء ملوكية السماء.

جِلْتُ في أنحاء المنزل،

وضعتُ الكُحل في عينيَّ،

أسدلتُ شعري خلف رقبتي وشددتهُ أسفل خُصري،

كان شعري مليئاً بالماء،

إخترتُ سلاحي الذي سيجعل سنوات حكمي سارةً لهُ.

أسدلتُ شعر رأسي المتشابك،

وضعتُ خواتم الذهب في أصابعي،

وعلّقتُ قلائد خرَزْ الحَجَر الصغير حَولَ عُنُقي.

———————————

يا أختي، ذهبتُ لأعثرعلى رجلٍ،

لقلبك،

لقلبك،

قلب المحب، ذهبت.

إلهتك الحارسة مَنحَتكِ الإزدهار والصحة،

يا شقيقي، أنت مُشعّة،

أنت عَسَل الأم التي ولدتك!

التي أتقنت صنع شكلك

هو يريد أن يأتي!

يا أختي السارّة المتألقة.

بيتٌ للسمكة

يا سمكتي، منزلٌ مبنيٌ

يا سمكتي، لقد بنيتُ بيتا لك، وبنيتُ مخزناً لك،

في المنزل، فناءٌ إضافيٌّ و حضيرةٌ كبيرةٌ، بنيتُ لك،

غطيت وسطه بالقماش، في هذا المكان المليء بالسعادة، وفّرت لك مياه الفرح.

في المنزل، هناك غذاءٌ، غذاءٌ من أفضل نوعية،

في المنزل، هناك طعامٌ، طعامٌ في حالةٍ جيدة.

لا يمكن طرد الذباب بعيداً عن منزلك، فهو مكانٌ الشرب.

شهرتك طَبَقَتْ الآفاق، لا يمكن أن تَخمُد.

العتبة والمزلاج، طحين الطقوس، والمبخرة، وُضعتْ في أماكنها،

رائحةُ المنزلِ، مثل عطر غابة الارز،

في المنزل، هنالك شرابٌ، هناك شرابٌ جيد،

هناك الشراب الحلو والكعك المحلّى بالعسل، يمتدُّ بإمتداد سياج القصب.

دعي أهلك، أشقائك، شقيقاتك، آبائك و معارفك يأتون،

إسمحي للمحتشدين أمام بابك بالدخول،

لا تتركي جيرانك خارجاً، ولا حتى واحد منهم.

سوف يمر النهار، الليلُ قادمٌ،

سوف يدخل ضوء القمر المنزل.

عندما يمر اليوم، عندما يحين الليل،

الشخص الذي يدخل سوف يستريح في المكان الذي أعددته لك،

في وسطه، نصبتُ مقعداً لك،

أسماكي النائمة لن تنزعج أبداً، وسوف لن يتنازع ناسي.

أدخلْ، يا إبني الحبيب،

مثل طمي النهر، والذي لا يمكن نقله بعيداً،

مثل المياه المتدفقة، سيتم بسطُ سريرك،

بعد دخول ضوء القمر المنزل، سيتم فَرْش سريرك.

أنت جئت أيضاً، إلقي بنظرك على المأوى.

ربما يدخل جميع أنواع السمك أيضاً معك، يا سمكتي،

السمك الذي لديه زعانف لطيفة، يأكل النباتات الحلوة،

الذي يأكل داخل القصب،

الذي لديه شفاه كبيرة، يمتص القصب،

الذي في وقت البذار، يأخذ العجين من ضفاف النهر،

الذي لديه ذيل مقرّن، ظهر مقرّن، يخرج من النباتات،

الأسماك التي تدندن مثل طفل بكّاء.

نشيد لدموزي وأينانّا

زمارو zamārū

نص أكدي من القرن الرابع عشر قبل الميلاد بعنوان نشيد لدموزي وإينانا، أو كما تنص الكلمة الأكدية زمارو-التي تعني يغنّي ويزمّر

أيها الرجل الشاب المُحِب،

تعال، أيها الراعي، يا عاشق عشتار،

سوف أُغني للراعي المقدام، سأبتسم للراعي اللامع،

الآن، خُذني للمنزل أيها الراعي.

كيف سأبتسم للرجل المفعم بالحيوية،

عندما ترفُّ عينيَ اليُمنى،

سوف أُتيح لك البقاء الليلة، أيها الشاب

الليلة، هذا المساء.

حُبّكَ جوهرةٌ، إبتسامتك ذهَبٌ،

تعال جَذلاً، يا ملك.

تعال، أيها الراعي، ياعشيق عشتار،

إقض الليلة هنا،

عند دخولك، سيكون أبي مسرور بك،

أمي نينجال تدعوك إلى التراجع،

ستقدّم لك الزيت في وعاء،

عندما تدخل، ربما تفرح بك مسامير الباب،

قد يُفتح الباب من تلقاء نفسه.

أنت، يامسمار، وياخشب، ماذا تعرفان؟

نعم فعلا! أنا أحبه، أنا أحبه! البهيج.

لقد ترك كلابه عندما دخل في حضرة ننجال.

النساء قطّت الكعكة في الوعاء،

الفلّاح أزعج الكلاب والرعاة.

هو الذي أخذ وأعطى، جاء وذَهَبْ،

الفلّاح أزعج الرعاة وأخذ هداياهم،

رُزَمْ الهدايا آمِنة، الملك آمِن، دموزي آمِن، حبيب عشتار.

خَفِّفْ وقع نعليك، قُمْ بفك الشباك الناعمة،

ذهبتْ عشتار إلى حضيرته،

فتحت فمها وقالت له:

كمْ مُمتعة هي المياه، مياه حضيرتك،

دَعنا نأكل أيها البهيج، دعنا نَرّش الماء.

تهويدة طفلٌ بكّاء

ترنيمة من العصر البابلي القديم (١٨٠٠-١٦٠٠ قبل الميلاد)، لتهدئة طفلٌ يبكي مأخوذة من الموروث الشعري الفلكلوري الشفوي. وحقيقة أن الترانيم كانت تستخدم بمثابة تعاويذ قاد إلى أسئلة حول طبيعة السحر البابلي، كونه شكّل جزءً متكاملاً ومشروعاً في الحياة الدينية في بلاد الرافدين.

أيها الصغير، الذي سَكنتَ في بيت الظلام،

أنت الآن في الخارج، تشهدُ ضوء الشمسِ.

لماذا تبكي، لماذا تصرخ؟

لماذا لم تبكي عندما كُنت هناك؟

أنت تُوقظ إله المنزل.

من ذا الذي أيقظني؟ من ذا الذي أثارني؟

الوليد الصغير أيقظك، الوليد الصغير أثارك!

مثلما يزعج محتسي النبيذ،

عسى أن ينزل النوم على الصغير!

أنت هنا، أيها الصغير، أيها الوليد،

أنت جئت فعلاً الى الوجود، شهدتَ أشعة الشمس،

لماذا لا تعامل أمك مثلما كنت هناك (في بطنها) ؟

مثلما أنت لطيفٌ مع أبيك، إسمح لوالدتك أن تعيش حياة طبيعية،

أنت قد أذهلت الممرضة، قد إضطربتْ الممرضة الغضّة.

بسبب بكائك، إله المنزل لا يستطيع النوم،

إلهة المنزل لا تزل بلا نوم.

من ذا الذي يجب أن أرسله إلى إنكي، الذي حدّد ساعات الليل بثلاث.

عسى أن من غلبَ الغزالة أيضاً يتغلّب عليك!

عسى أن من ربطَ طفل الغزال يربُطك أيضاً!

عسى أن الشخص الذي يلتقيه يمنحه النوم في البريّة،

عسى مروّض الثيران يسمح له بالنوم!

عسى أن لا يستيقظ حتى توقظه أمه!.

مياه آبسو

إرتبط نطام التطهير في بلاد وادي الرافدين بإستخدام مياه الطقوس النقيّة من مصادر الأنهار أو من مياه العمق المعروفة بإسم (آبسو)، وهي مياه مقدّسة، غير ملوثة بالتعرّض للهواء أو من الآستخدام من قبل البشر والحيوانات.

مياهٌ نقيةٌ، مياهٌ مشرقةٌ،

مياه نهري دجلة والفرات،

سبع مرات، سبع مرات،

أحدهم قد رُشّ بالماء، أحدهم قد تطَهَّر، أحدهم قد تنقّى.

يا مردوخ، عسى أن تكون كلمة الحياة مواتية!

يا مردوخ، عسى أن تكون أوامرك ملائمة!

وراءك مصدر مياه إنكي، رب أريدو. عسى أن يكون ما وراءك مناسباً!

الى جانبك، يا مردوخ، مياه البحر، البحار الواسعة،

ولكن عليك أن تتطهّر بالمياه النقية لدجلة والفرات،

التي تأتي من مصادرها في جبل حصار،

تتطهّر بمياه الفرات، المياه المقدسة من الفرات،

وبفضل المياه المقدسة قام مردوخ بتطهير الرجل المريض،

أنها المياه المقدّسة، المياه الساطعة، المياه النقية من نهر الفرات.

بالماء الذي قاده إنكي من الجبل العظيم،

المياه التي أنزلها أنكي نقية من الجبل الى الفرات،

المياه التي نَزلتْ في آبسو(مياه العمق)، لغرض التطهير،

إنها نُتاجْ أريدو، التعويذة والسحر الذي قام به.

إنكي، ملك المياه العميقة النقية،

لامس جسد الرجل، إبن إلهه،

وقام بتنظيفه وتنقيته وتطهيره

بمياه التطهير، المياه المقدسة، المياه النقية، المياه المشرقة،

لمرتين في اليوم، سبع مرات قد رَشَّ جسده.

نونا، الإبن البكر لأريدو،

بالمياه المقدسة، مياه الفرات،

المياه التي إنكي، الماعز البري، أعدّها بإخلاص،

التي طهّرها فم إنكي المقدس،

أولاد مياه العمق (آبسو)، سبعتهم، رُشّوا بالماء.

كلمةُ إنليل

طبقاً للمعتقدات الرافدينية، فإن إنليل هو إله الهواء والرياح والأعاصير والعواصف. يُعتقد أن الهواء التي تتنفسه الكائنات يصدر من فمه، كما أن مصير الكون يتحدّد من خلال أوامره وكلمته. إقترح إنليل على مجمع الآلهة أن يسلط كلمته (قوّته) على الأرض لتدميرها، وقد قُبل هذا المقترح تقليدياً حيث صوّت أعضاء المجمع وكان قرارهم “ليكن ذلك”. كان التدمير من خلال خلق عاصفة لا تقاوم تقع على البلاد، فكانت “كلمة إنليل”.

سحابة العاصفة،

راسخةٌ بقوةٍ على الأرض

قلبها غامضٌ.

كلمة آنو، أنليل، إنكي، راسخةٌ بقوّة

كلمته التي فوق، تَهُزُّ السماوات،

وكلمته التي أسفل تُزلزلْ الأرض،

لا بَصيرٌ لكلمته، لا يمكن التنبؤ بكلمته،

ولا مُفسِّر لأحلامه.

كلمته، المياه المرتفعةُ لعاصفةِ الفيضانات،

ليس لديه من يعارضه،

كلمته التي تَهُزُّ السماوات، وتُسبّب الزلازل،

مثل حصيرة مطويّة تكتسح الصحراء،

كلمة الرب تقتل عُشب الأهوار في بركها،

كلمته تُغرقْ المحاصيل وهي في سيقانها.

كلمة الرّب، مياه الفيضان التي تَطغى على الضفاف،

كلمته، مياهٌ ضخمةٌ، تَخرق أرصفة الموانيء،

كلمته تَقلع الأشجار العظيمة،

كلمته تُطيح بكل شيء لتسلّمهُ للعاصفة،

كلمة إنليل تجتاح مالا عينٌ رأت.

كلمته تأسر الجبال، الجبال هي كلمته،

كلمة الجبار إذاً من الجبال!

كلمة آنو العظيم هي من الجبال.

كلمة إنليل المحارب هي من الجبال!

لنأخذ كلمته الى متنبئٍ، فأنه سيكذب، الى مُفسِّر أحلام، فأنه سيكذب.

عندما قيلت كلمته إلى فتىً وفتاة وسط الوديان، فأنهما سوف ينوحان،

كلمته تمشي بهدوء، لكنها تحطًم الجبال

كلمته تمشي بشكلٍ رائعٍ، لكنها تَضرب المنازل في المناطق المتمرّدة.

كلمته تُمرض الناس، تُضعفهم،

كلمته تندفع في السماء، كما بلد مريض،

كلمته تمشي على الأرض، كما شعب متناثر.

كلمته تُخيفني في العلى، تُقلُقني،

تجعلني أرتَجف في الأسفل.

كلمة الرب التي في العلى تَهزُّ السماوات، تَهزُّ الجبال حين تقع عليها.

مثل العاصفة، الجبّار، يهزّني،

الجبّار، رب كُلّ الأراضي،

صاحب القلب الذي لا يُسبَر، صاحب الكلمات الفعّالة،

أوامرة لا يمكن أن تُنقض.

القوي، إنليل ألفاظه لا تتغيّر،

الكلمة، العاصفة،

تُدمّر البيادر،

تَقتلع الحظائر،

تَسحب الجذور،

تُعرّي الغابات،

وتَستَبدل الشعائر.

يا رب جميع الأراضي،

برحابةِ صدرٍ، مثلما هي في القلب،

هل يمكنك أن لاتتحدث بها! (التدمير)

مثل الأسل الراسخ،

مثل العُشب الراسخ،

مثل شجرة حورٍ وحيدة، مزروعة فوق ضفِّةِ نهر،

مثل شجرة صفصاف، مزروعة في أرضٍ جافّة،

مثل شُجيرة طُرفاء وحيدة، مزروعة حيث تكثر الزوابع،

مثل قصبة وحيدة،

الجبّار القوي،

هزّني!

ثور البرّية القتيل

في الربيع يصبح العمل في الحضائر ضروريٌ جداً، لذلك يعمد الرعاة الى جلب زوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم للانضمام لهم في البرّية للمساعدة. دموزي فعل ذلك، ولكن عندما وصلت زوجته ووالدته وشقيقته وجدنه قتيلاً من قبل مغيرين من البرّية والجبال. يبدأ النص برثاء لوفاته من قبل النسوة، ولكنه تركّز بسرعة على الأم وحدها.

لحنٌ من ناي قَصب،

قلبي يُريد أن يعزفْ,

أنا، سيّدة أ-آنّا، التي قَصَمتْ الجبال،

أنا، أمّ الإله،

أنا، جشتن-آنّا،

جناح إله السماء،

قلبي يُريد أن يعزفْ لحنٌ من ناي قَصب،

في البرّية حيث يُقيم الفتى دموزي

فوق رَبوةْ الراعي

قلبي مأسورٌ الى حيث يُقيم دموزي،

حيث إستسلمت النعجة للحَمْلْ!

غادرةٌ أنت، تحيطين بذلك المكان،

حيث قال لي الفتى:

“عسى أن تنضمّ إليَّ أُمي”

قلبي يُريد أن يعزفْ لحنٌ من ناي قَصب،

رُبّما هو لن يتحرّك نحوي، لن يمدَّ يداه، لن يُزحزِحْ قدماه.

إقتربتْ من البرّية،

الأم التي أنجبت،

ضربةٌ ساحقةٌ، قشعريرةٌ

تنتظرها في البريّة!

الى أراضي الفتى، برّية الراعي،

الى أراضي زوج إينانّا،

وَصَلتْ،

ستكون قادرة على رؤية ثورها البرّي القتيل،

ستكون قادرة على رؤية وجهه!

إقتربت السيدة من البرّية،

لتنظر عن كثب الى الإبن

لم تحرًك قدماً

،”إنه أنت!” قالت له

قالت له، “لقد تغيرت!”

ضربةٌ ساحقةٌ، قشعريرةٌ

تنتظرها في البرّية

ويلٌ لمنزلها،

ويلٌ لأنها إبتعددتْ عن منزلها!.

كَتَبَةْ أوروك

(مونولوج)

مدينة السلطة العليا، مدينتي أوروك، مدينة الملوك!

لكنك، أنتَ، الذي نشأت في مدينتي ووطني، نَهبتَ منزل إلهي، وبَدّدتَ ممتلكات سيّدتي.

لأنك لم يتم القبض عليك مثل لصٍ في فتحةِ شقٍ في جدار، فانك صَفعتَ خدي براحة يدي!

أنت أيها الخنزير البرّي الصغير! قد تغذيّتَ وتغذيّتْ، الآن عليك أن تَستلقي!

ليس لديك ردٌ على ما أقول، لا يمكنك أن تقول كلمة، ولا يمكنكَ دحض ذلك.

الريح العنيفة والعاصفة: إفركها في الأرض بقدمك مثل اللُعاب!

ضَعْ حداً للشتيمة التي تخرج كما الزفير من فمك، مثل نفخةُ ريحٍ من خلالِ نافذة!

عسى أيام النزاع تُغادر وأيام الصّداقة الخوالي تنشأ!

عسى الليالي الكريهة تذهبْ وليالي العَطف تأتي!

عسى سنوات الأذى تنتهي، وسنوات المودّة المتبادلة تبدأ!

عسى حُسن الحظ يتبعنا دائماً، والمصالحةُ دليلٌ لنا!

أيام الشعورالجيّد دائماً بعيدةُ المنال، وأيام الحُزن لا تزلْ قريبة!

عسى الإله سين يَجلب الأشياء الجيّدة، عسى الإله إنليل يُبقي الأشياء البغيضة بعيداً!

في المعرفة التي تعلمتها كنت أسرعَ منكَ، كُنتَ مغفلاً مقارنةً بي.

نظرتُ، درستُ، راجعتُ، قرأتُ، وقارنتُ نفسي بكَ، هل كنتُ أنا خافتاً؟

تقدمّت، تفكّرتُ فيما كتبتُ، وهل ماكتبُ كان لائقاً، مقارنةً بك، هل كنتُ قاتماً؟

هل ستتغيّر من الآن فصاعداً، بحيث لن يكون هناك المزيد من الإقتتال الداخلي؟!

نيسابا، أنتِ الكاتبة ــ نيسابا، أنتِ الحكيمة،

نيسابا، أنتِ عشيقة الحكمة، نيسابا، أنتِ ربيبة الذكاء،

إسمُ نيسابا السامية مَحَطُّ إجلالٍ مثل أفضل جزء من القُربان!

بِعَظَمَةً، سوف أُغنّي بالثناء لها كما أُغنّي في مهرجانات الولائم!

مثل زملائهم في أور و نيبور، كان كَتبةَ أوروك يتنافسون حول المعرفة.

نيابة عن إنليل في إيكور و سين في إكيشنوجال، أحسّوا نسيماً عابراً و جاءوا للراحة في حضرتيهما.

سين، الابن العزيز، أسْرعَ وذَهَبَ إلى الأب،

حتى لا يتكبّد غَضبْ الأب وغَضبْ الأم،

حتى لا يتكدّر والده ولا تقلق والدته.

أنت أسميتَ ابنك الحبيب!

وكونك الأرشدْ، فإنك، والده، منحتهُ الحصول على جزأين من كلِّ شيء.

لأنك تحبّني، لأن الإله أيا (أنكي) أيضاً يحبّني، ولأنني صَمدْتُ، أيا، أشفقَ عليَّ.

حَدَّدَ أيا هذا المصير وأعطى الحكمة لمدينتي، أسّس في أرضي الحكمة الأبديّة.

ثم جاء الحكيم، الرجل المُتَعلّم فتحَ فمهُ،

فن الكتابة حَمَلهُ على أنه غنيمةٌ لمعبد مدينتي، في قلوب رجالي وَضَعَ ولادة الكثير من السومريين.

جلبتْ السيدة نيسابا إلى حيّز الوجود كُلَّ شيءٍ إضافيّ.

رغم أنك تتمتع بسمعة طيبة في المدينة، لكنك لا تَفهمْ. رغم أنك- طبقاً لتقاليد بلادي- أستُدعيتً كخبيرٍ، لكنك لا تُدرك.

شُهرة مدينتي وشُهرة وطني هي شُهرتكم (كتبة أوروك)، عِلْمُ مدينتي وحكمة وطني هي شُهرتكم.

رفعَ الأب إبنه وتحوّلَ إلى واحدٍ قادرٍ!، سين، جعلهُ إنليل الواحد القادر!

وبإرادة أيا وقف، وبإعلان حكمة آبسو عُيِّنَ كاتباً لأور.

عِلِمُ بيت نيبور، سَمحَ إنليل به أن يحصلْ،

الخلاف الذي بدأهُ سين وإنليل،

نيسابا، العروس المُقنَّعة، سوّتْ الأمرْ.

أيا، يا أبتاه، حَمدُكَ وثنائكَ حلوٌ!

مخاريط شعائر جنائزية من العصر البابلي القديم (1800-1600 قبل الميلاد)

المخروط الأول

إلى الأبد،

حتى نهاية الأيام،

حتى الأيام البعيدة،

حتى الأيام الأخيرة.

هذا القبر،

إذا ما أحدٌ رآه فيجب عدم إزالته!

وأن يعيدهُ إلى مكانه الأصلي!

الرجل الذي سوف يرى هذا القبر يجب أن لا يتجاهله!

يجب عليهِ أن يقول:

“هذا القبر، سوف أُعيده إلى مكانهِ الأصلي!”

عسى أن أفعاله الصالحة تُسدّدْ له!

عسى أن إسمه يكون حميداً في العوالم العُلويّة!

عسى أن روحهُ تشرب الماء النقيّ في العوالم السُفليّة!

المخروط الثاني

هل رأيت الرجل ذو الإبن الوحيد؟

رأيتهُ، وتدٌ ثُبّتَ في جداره ويبكي عليهِ بمرارة.

هل رأيت الرجل ذو الإبنين؟

رأيتهُ، يجلس على دعامتين من الطابوق ويأكل رغيفَ خُبز

هل رأيت الرجل ذو الأبناء الثلاثة؟

رأيتهُ، يشرب الماء من قربةِ ماءٍ معلقة على سَرج.

هل رأيت الرجل ذو الأبناء الأربعة؟

رأيتهُ، قلبهُ فَرِحٌ مثل صاحب مجموعة حمير

هل رأيت الرجل ذو الأبناء الخمسة؟

رأيتهُ، مثل كاتبٌ رفيعٌ، يده ماهرة، ويدخل القصر بكلِّ سهولة

هل رأيت الرجل ذو الأبناء الستة؟

رأيتهُ، قلبهُ فَرِحٌ مثل صاحبْ مِحراث.

هل رأيت الرجل ذو الأبناء السبعة؟

رأيتهُ، يجلس على عرشٍ بين الآلهة الصغيرة ويستمعُ إلى الإجراءات.

هل رأيت الجثمان الذي تُركَ ملقىً في الريف المفتوح؟

رأيتهُ، روحهُ غير مُستقرّة في العالم السُفلي.

هل رأيت الشخص الذي روحهُ لم تُقَم لها الشعائر الجنائزية؟

رأيتهُ، يَلتهمُ بقايا الأكل من وعاء، وكِسَرْ الخبز التي أُلقيتْ بعيداً في الشارع.