عبدالجبار جعفر/
الخميس 24 كانون الأول 2015
لا اريد ان اتحدث عن حجم الوفد المشارك الذي ترأسه رئيس الجمهورية ولا حجم النفقات التي صرفت حسبما ما صرح به احد أعضاء البرلمان لكني اتسائل مالذي طرحه الرئيس في كلمته امام المؤتمر؟ هل تحدث عن البيئة العراقية الملوثه أصلا منذ تسعينيات القرن الماضي؟ هل تحدث عن الأهوار التي تتعرض للجفاف والتجفيف المتعمد بسبب سياسات تركيا التي اضرت بالعراق منخلال إقامة السدود الامر الذي جعلها تتحكم بمياه دجلة والفرات مما أضر بالزراعة في العراق وقتل الحياة في الأهوار؟
الى مستشاري الرئيس.. والى المختصين في مجال العلاقات في مكتب الرئيس – هذا اذا كان هناك مسؤول للعلاقات الذي من بين مسؤولياته كتابة او مراجعة خطاب الرئيس – أحيطكم علما بان المؤتمر كان اسمه Climate Change (تغير المناخ) وليس داعش التي تناولها الرئيس في خطابه. الكل يعلم ان ارهاب داعش يهدد أمن المنطقة والعالم اجمع وان العراق يحتاج المساعدة والدعم . هذه الحقيقة أدركتها الدول الكبرى والمجتمعات الغربية بعد احداث باريس الاخيرة التي راح ضحيتها اكثر من ١٤٠ قتيل من الناس المدنيين والتي هزت الضمير العالمي الذي كان يغط في سبات عميق ازاء المذابح التي ترتكب في العراق منذ ٢٠٠٣ وحتى يومنا هذا ناهيك عن مذبحة سبايكر التي يندى لها الجبين والتي راح ضحيتها اكثر من 1700 شاب قتلوا بدم بارد
الذي اريد ان أقوله ان الرسالة وصلت وان العالم مجير الان على دحر داعش ليس بسبب خطابات الدول التي ابتليت بالارهاب ، او نحن وغيرنا من الذين بحت اصواتهم في الخارج من التنبيه والتحذير من أفعى الاٍرهاب التي تغذيها بعض دول المنطقة ، بل لان الضر بدا يمس الدول الكبرى . لذا كان من الاجدر استغلال الفرصة في اثارة موضوع لايقل أهمية عن الاٍرهاب الذي دمر العراق ، الا وهو شحة الماء التي يعاني منها العراق من جراء سدود تركيا. اثارة الموضوع في مؤتمر حضرته اكثر من ٢٠٠ شخصية رفيعة المستوى من بينها رؤساء دول وحكومات الدول العظمى والملوك والامراء من مختلف دول العالم بالاضافة الى المنظمات العالمية التي تهتم بالبيئة وظاهرة التلوث والتي تتمتع بثقل كبير على مستوى العالم وذات كلمة مسموعة في المحافل الدولية ، تكون له اهميته . فَلَو تم التركيز على هذه المشكلة التي تكاد تكون مزمنة من اجل وضع حد لما تعانيه الأهوار وسكانها بسب شحة المياه في نهري دجلة والفرات لكان من الممكن تحشيد هذا الجمع الكبير الذي صاحبته تغطية اعلامية عالمية هائلة ، من اجل الضغط على تركيا التي حضر رئيسها افتتاح المؤتمر والزامها على تغيير سياستها ، والتي امست لاتحترم المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تنظم حصة المياه بين الدول المتشاطئة
هذه ليست المرة الاولى التي يفشل فيها الوفد العراقي على اعلى المستويات جلب انتباه اصحاب القرار والاعلام العالمي الى قضاياه الصميمية . ففي زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الامريكية ، التقى رئيس الوزراء العبادي مع الصحافة الامريكية في قصر بلير لضيافة كبار المسؤولين في واشنطن وكان من بين الحضور مراسلي صحيفتي واشنطن ونيويورك تايمز. طُرِحَتْ اسئلة عديدة على رئيس الوزراء العبادي منها يتعلق بموضوع اليمن الذي اختارته الوشنطن بوست ليكون عنوانها الرئيس ” رئيس الوزراء العراقي يخشى ان يؤدي الصراع في اليمن الى حرب طائفية واسعة ومشككا في الوقت نفسه بتأكيدات السعودية بأن المتمردين الحوثيين مدعومين من قبل ايران. ثم اضافت الصحيفة ان العبادي قد انتقد بحدة العملية العسكرية السعودية التي كانت تجري في اليمن ، مضيفا ان الرئيس اوباما قد وافقه الرأي ان السعودية قد ذهبت بعيدا جدا في ضرباتها الجوية في اليمن لكن الادارة الامريكية دحضت ما قاله العبادي مؤكدة على لسان المتحدث باسم مجلس الامن القومي أليستر باسكي ، لا الرئيس اوباما ولا نائبه جو بايدن في اجتماعات منفصلة كانا قد انتقدا الاعمال السعودية في اليمن . وقد اكد باسكي الدعم الامريكي الثابت للعملية السعودية وان امريكا مع الضربات الجوية السعودية لليمن. ودفع الامر السفير السعودي لعقد مؤتمر صحفي والرد على تصريح العبادي بان المسؤولين العراقيين يجب ان يشغلوا انفسهم بما يجري في بلادهم. اما صحيفة نيويرك تايمز فكان عنوانها الرئيسي، “رئيس الوزراء العراقي ينتقد التدخل السعودي في اليمن. الذي اريد الذهاب اليه في زيارة مهمة كهذه حيث يمر العراق بظرف حرج يهدد مصيره ، يجب معرفة كيفية تركيز اهتمام وسائل الاعلام على قضايا العراق العاجلة والمهمة والخطر الذي يشكله الارهاب ،الذي يضرب العراق ، للامن والاستقرار العالمي من اجل كسب دعم وتعاطف قادة الرأي واصحاب القرار ووسائل الاعلام التي تلعب دورا مهما في خلق الرأي العام حول القضايا الساخنة والمهمة
لا ادري متى نتعلم كيف نسوق قضايانا في المؤتمرات والمحافل الدولية. العراق اليوم بلد غير قادر على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهة نتيجة لظروف واسباب امنية وسياسية واقتصادية الكل يعرفها ، فعليه يجب على المسؤولين المختصين سواء في وزارة الخارجية او دائرة العلاقات العامة والدوائر المعنية الاخرى وضع ستراتيجية محددة تتضمن الاستفادة من حضور الفعاليات العالمية كالمؤتمرات والندوات الدولية والمنتديات العالمية وورش العمل التي ترعاها الامم المتحدة والدول الكبرى ودول الاتحاد الاوربي ، وتوظيفه لطرح قضايا العراق المختلفة واثارة الانتباه الى المشاكل التي يعاني منها. العراق البلد الذي يدفع الثمن يوميا نيجة تحوله من نظام ديكتاتوري مقيت الى نظام اريد له ان يكون ديمفراطيا. هذا الامر اغاظ انظمة الاسر الحاكمة المستبدة التي ماانفكت تحيك المؤامرات والدسائس لاعادته الى الوراء. وقد شاركهم في ذلك بعض السياسيين الذين لاتهمهم مصلحة العراق سوى مصالحهم الذاتية
Read original article @ www.al-aalem.com