الرئيس فؤاد معصوم يستقبل وفداً من التيار الديمقراطي
بغداد – طريق الشعب
استقبل رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم في قصر السلام ببغداد صباح أمس الاثنين، وفداً من التيار الديمقراطي ضم كلا من د.علي الرفيعي رئيس التحالف المدني الديمقراطي ورائد فهمي نائب سكرتير الحزب الشيوعي العراقي عضو المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي والحقوقي زهير ضياء الدين عضو اللجنة التنفيذية العليا للتيار الديمقراطي.
وأكد سيادته على دعمه المشروع الذي قدمه الوفد الزائر والمتعلق بتعزيز المسيرة السياسية والدستورية وتنشيط الأداء الحكومي من خلال نشر ثقافة المواطنة وترسيخها لبناء دولة المؤسسات العابرة للمحاصصة المقيتة.
من جانبه أشار الوفد إلى الأفكار الأساسية الواردة في الرسالة والتي قدمت إلى الرئيس كونها تمثل منهاجاً للتعديل والإصلاح من اجل تجاوز الأزمة السياسية والخدمية وتحقيق مطالب الشعب العراقي بكل مكوناته وصولاً إلى استقرار البلاد وتعزيز ثقة المواطن بالدولة لتوفير حياة آمنة وكريمة.
تناول الاجتماع المحاور الأساسية التي طرحت في الرسالة المفتوحة التي وجهها رئيس التحالف المدني الديمقراطي، د. علي الرفيعي الى رئيس الجمهورية والتي تتعلق بترسيخ نهج المحاصصة المقيت من تقاسم مواقع السلطة على مختلف مستويات الدولة بالاستناد الى تفسير لتعابير ومفاهيم “المكونات” و”التوازن”، بصورة مخالفة لروح الدستور ومقاصده حيث استخدمت كلمة “التوازن” الواردة في فقرة واحدة في الدستور لتبرير توزيع المواقع والمناصب والمنافع على الكتل السياسية المتحاصصة، ما ادى الى التمييز والإخلال بمبدأ المواطنة والتساوي في الحقوق والتكافؤ في الفرص الذي ينص عليه الدستور.
كما أوضح الوفد التفسير السليم لمفهوم “التوازن” والذي يعني بالأساس إتاحة الفرص المتساوية لجميع المواطنين وسبل تحقيق ذلك من خلال منظومة سياسات وتوجهات وإجراءات تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية والقضائية.
وعبر الوفد عن قلقه إزاء الموقف الذي اتخذته الحكومة والقوات الأمنية باستخدامها العنف المفرط ضد المتظاهرين الجمعة الماضية والذي أدى إلى استشهاد بعض المتظاهرين وجرح العشرات منهم، واشر الوفد المحاذير المترتبة على هذا الموقف وخطورة تداعياته في حال تكراره. وأعرب الوفد عن استغرابه من التصريحات والبيانات غير الموفقة التي صدرت عن أقطاب الحكومة وبعض المسؤولين من السياسيين والتي بررت استخدام العنف، بل والدعوة الى ممارسته على نطاق أوسع بذريعة وجود عناصر “مندسة” و”بعثية” و”مخربة” وعدم التعبير عن أي شعور بالأسف أو التضامن مع الشهداء والجرحى الذين أصيبوا في التظاهرات. وأشار الوفد الى أن اللجوء إلى هذه الأساليب سوف لا يزيد الأوضاع إلا تعقيداً.
ورحب السيد رئيس الجمهورية بالأفكار التي طرحها وفد التيار بشأن الخلاص من نظام المحاصصة وبناء الدولة ومؤسساتها على الأسس السليمة القائمة على المواطنة وتصحيح المسارات المفضية الى الأزمات، وعبر عن تقديره إلى الحراك الشعبي السلمي المتواصل منذ عدة أشهر واشر المواقف الايجابية من الحراك الجاري داخل مجلس النواب وخاصة باتجاه تشكيل كتل عابرة للطوائف والاثنيات. كما عرض رئيس الجمهورية الجهود التي يبذلها من اجل الإسراع في عقد جلسة مجلس النواب، وعبر عن أمله في ان تصدر المحكمة الاتحادية قرارها بهذا الشأن خلال هذا الأسبوع.
وأعرب الرئيس في نهاية اللقاء عن استعداده لاستقبال كل الأفكار والمقترحات الناضجة التي تصب في مسعى الإصلاح، داعياً التيار الديمقراطي إلى مواصلة عمله ومبادراته في هذا الاتجاه لما فيه مصلحة العراق.